Al-gharib

ليس الغريب غريب الشام واليمن...ان الغريب غريب اللحد والكفن.
ليس اليتيم الذي قد مات والده...ان اليتيم يتيم العلم والدين.
ما كل من ذاق الصبابة مغرم...ما كل من وصل الحبيب مصيب.
ما كل من طلب السعادة نالها...ما كل من قرأ الكتاب لبيب.

***

آلا يا نائم الليل كيف المنام يطيب...الموت حق ولكن الفراق صعيب.
تغربت عن وطني فطالت غربتي...فيا اسفي على الدنيااموت غريب.

***

اريد ان يكون حفار قبري والدي...وشيال نعشي رفاقي لايكون غريب.
اريد ان تكون خياطة كفني والدتي...ولكن يا اماه لاتحزني فالحبيب انتقل غريب.

***

آجالنا سطرت من قبل مولدنا...فكيف عن ذكرها ذكر المنايا يغيب.

**********

وكأنني برسول الموت يطلبني...وحان أجلي وروحي فارقت بدني.
فاذا الجميع على فراشي باكياً...والدمع فوق وسادتي مسكوب.
جاء المغسل من اثوابي عراني...وفوق اخشابه الصماءاضجعني.
كل العيون رآت ماكنت استره...عن العيون زمانً في الحياة فني.
وانا على خشبة الغسل سمعت مناديا ينادي ويقول :

يابن أدم اين صوتك الشجي ما اخرسك ... يابن ادم اين ريحك الطيب ماغيرك.
اين بدنك القوي ما اضعفك اين مالك
يابن ادم قم ان استطعت وعن اسئلتي جاوبني.
اين اللسان اللذي بالامس كان له صوتاً قم... اليوم خاطبني.
قم اين جسد له من قوة فتكت بالضعف قم لي اليوم صارعني.
اين الدراهم انفقتها عبثا صاحت ثبوراً لمن بالشر ضيعني.

صبو على جثتي ماء يغسلني...فهل عسى الماء من ذنوبي يطهرني...
والبسوني ثياب دون أكمام...وربطوني من رأسي الى قدمي.
صلو عليا فلا ركعو ولاسجدوا...وكبرو الله من ندم ومن حزن.
وحملوني الى المقبرة اربعة من الرجال...وذنبي قد تقدمني.
وانزلوني الى قبري على مهل...وارسلو منهم رجل ليلحدني.
فقال يابن امة الله لاتنسى...ميثاق عهد المؤمن الفطن.
شهادة ان الله لارب غيره...وان محمد نبيه.