في يوم من الأيام
وليس ببعيد،وفيما كنتُ
جالسا"مع نفسي أستغفرُ
ربي على ذنب ٍ قد أقدمتُ
عليه،أتى صديقي و....
قال:ما بك جالسا"
وحيدا" ولما هذا الخوف
وهذا الإستغفار؟!
قلت:قد أقترفتُ
ذنبا" أسألُ الله أن يغفره
لي،وأنا شديد الخوف من
وطأته.
قال:وما هذا
الذنب الذي إقترفته؟
قلت:شربتُ
الخمر!!!
قال:ويحك،ولكني
أعرف أنّك مؤمن،وتكره
الخمرة أكثر من أيّ شيء
آخر،فكيف ذلك؟!!
قلت:لا تُسىء
فهمي،فحد الله ما بيني
وبين الحرام!!!!
قال:إذا" أنت
لم تشرب الخمرة!!!
قلت:بلى قد
فعلت،بلى قد فعلت...
قال:وكيف ذلك؟
قلت:قد شربتُ
ما هو أشدُّ من خمرة الدنيا.!
قال:وماذا
شربت؟
قلت:قد شربت
كاسات الهوى...
فضحك بصوتٍ مرتفع
ٍو....
قال:وهل الهوى
يُسكر؟!!
قلت:قبل أن
أجاوبك،هل تعرف لما حرمت
الخمرة؟
قال:لإنها
تُذهب العقل وضررها أكثر
من نفعها..
قلت:وكذلك
الهوى...
قال:إشرح لي
ذلك؟!!!وهو يسخر من كلامي...
قلت:إنّ تأثير
الهوى أشد قوة من خمرة
الدنيا.فخمرة الدنيا
تذهب العقل لمدة معينة
وبعد إنتهاء هذه المدة
يعود الإنسان إلى طبيعته،أمّا
خمرة الهوى فتأثيرها
دائما" أبدا" ما بقي صاحبها
حيا" وهي تؤثر على جميع
أعضاء الجسم.
قال:صدقت،صدقت،صدقت....ولكن
أنا أعهدك قوي،ولا تضعف
أمام هذه الأمور...
قلت:ليس بضعف
ما تراه،بل هو أقوى مراحل
القوة.فالقوي هو من عرف
كيف يتصرف أمام هذه الأمور،وأن
يحافظ على رباطة جأشه،وأن
لا يتأثر من هذه الخمرة.
قال:ولكنها
تؤثر عليك بشدة كما أرى!!!
قلت:لا بل أنّي
خرجت من تأثيرها بدون
خسائر،والآن أستغفر ربي
من هذا الذنب.
قال:عهدتك
قويا" ومؤمنا" وستظل أبدا.
ثمّ ولىّ كلٌ منا
في طريق حاله.