سأروي قصة
ً،كانت لي عبرة ً،بالواقع
مزخرفة ،ًوالزمن كان لها
بالمرصادُ.
تدور حول
عصفورٍ أشقر الريش،خضر
العينين،يحلق في الفضاء،ويتناقل مع
الهواء ومع عليل النسمات
من غصنٍ إلى غصن ٍ.كان
يعش كل يوم بيومه،فلا
همّ لديه،لا عمل ولا ولد.ولكن
الزمن في تغيير مستمر،والتبدل
ساري المفعول وليس دائما"نحو
الأفضل،فهو مرتبط بفعل
الفاعل وإرادة الخالق.
في يوم من
الأيام،وهو في طريقه
إلى مدينة أخرى،لمح من
بعيد ضوءً ساطع نوره ولكنه
سرعان ما أدرك بانّه ليس
بضوء،بل هو عصفورة بيضاء
الريش، خضراء العينين،وهبها
الله وزينها بوجهٍ براق
ٍ منيرٍ،وضحكة فتّانة
ساحرة،وطيران متألقٍ
لم يعهد له مثيل من قبل.شعر
حينها بشعور غريب،لم
يعرف ما هو،فهو لم يجربه
من قبل.أكمل العصفور طريقه،ووصل
إلى المكان المقصود،ولكنّه
لم ينس يوما" وجه تلك العصفورة،فهي
كانت تأتي لزيارته في
أحلامه اليقظة،فسمّاها
عصفورة الضياء،ولكن لم
يكن بيده حيلة،قترك الأمر
للزمن ويا للزمن.!!!
مرّت الأيام،ومضت
الأشهر،وفجأة ً وهو في
طريق عودته إلى المنزل،لمح
من بعيد ضوء ساطع،فتبادر
إلى زهنه صورة عصفورة
الضياء،فطار بسرعة نحو
الضوء،فإذا به يراها
حقيقةً تطير أمامه.فرح
كثيرا" ولكنه لم يتعود
أن يظهر مشاعره،فخبأ
ذلك الأمر لنفسه،ولم
يدع عصفورة الضياء تلاحظ
ذلك.قرّر العصفور أنّه
لن يدع هذا الأمر من جديد،وأنّه
يجب عليه أن يعرف أكثر
عن تلك العصفورة،واستطاع
معرفة مكان سكنها،ومعلومات
شةّ عنها،كانت كفيلة
بأن يغرم بها،لذلك قرر
التقرب منها،والبوح بمشاعره
تجاهها.وعندما قرر تنفيذ
ذلك،وجد أمامه حصنا" منيعا"
يعجز أقوى الفرسان عن
إختراقه،ولكنه لم يستكن ولم
يتكعس يوما"عن الحصول
على مراده.
لاحظ في أحد
الأيام وحين كان يراقب
عصفورة الضياء،بأنّها
تكلم عصفورة أخرى،كان
هو الآخر يعرفها،فشكر
ربه على ذلك،وقرر طلب
المساعدة من صديقته العصفورة.تقرّب
من العصفورة الصديقة،وأخذ
يسألها عن عصفورة الضياء
وطلب منها المساعدة في
التقرب من عصفورة الضياء،فإذا
بها تنصحه بعدم التقرب
منها وذلك بسبب شدة تكبرها،ولكنه
ظلّ على موقفه،فما كان
من العصفورة الصديقة
إّلآ الرضوخ للأمر الواقع
والموافقة على مساعدته.
مرّ الزمن
وها هي ثلاثة أشهر تمر،كان
خلالها العصفور يكلم
عصفورة الضياء من دون
أن تعرف تلك العصفورة
من يكلمها،ولكن الصبر
أثمر في النهاية،بحيث
كان لديه موعد مع عصفورة
الضياء للتباحث في الأمر.ذهب إلى
الموعد المحدد،والمكان
المعين،إنتظر هناك 5 دقائق،ومع
كل دقيقة كانت روحه تصل
إلى حلقومه.وها هي ثواني
قليلة حتى بان الضوء الساطع.إقتربت
منه وأخذا بالتكلم،وتم
الإتفاق على الإستمرار
في التعرف على بعض.بعد
إنتهاء المقابلة الأولى
شعر العصفور بفرح عظيم،ثمّ
بعد فترة قابلها للمرة
الثانية والثالثة.
بعد مرور
ثلاثة أشهر وصله خبر بأنّ
عصفورة الضياء لا تحبه
ولن تفعل بالمستقبل،فشعر
بصدمة كبيرة،ولكنه ظلّ
متماسكا"،فلم يعهد نفسه
ضعيفا" أبدا"،وقرر بأنّه
يجب بأن يقطع علاقته بها،ولكن
قبل فعل ذلك لا بدّ له أن
يعرف السبب وراء ذلك،فليس
ممن يحبون التجول في الظلمة،فهو
كان وسيبقى النور الذي
يضيء طريق الآخرين. أمام
موقفه المتصلب،قررت عصفورة
الضياء بأن تخبره عن السبب،وكالعادة
السبب هو عصفورٌُ آخر
كانت هي معجبة به ولكنها
لم تخبره عنه،وهذا العصفور
كان يستعد للزواج منها،فما
كان من العصفور إلا أن
يبتعد ويتمنى السعادة
لها،بحيث أنّ كل ما كان
يرجوه هو رؤية الإبتسامة
مرتسمة على وجه عصفورة
الضياء،وإن كل ذلك سيتحقق
مع عصفور آخر فلا مانع
لديه من ذلك.أكمل العصفور
طريقه وحيدا"،ولكنه لم
ينس يوما" عصفورة الضياء.
وصله بعد فترة
وجيزة بأنّ عصفورة الضياء
قد رفضة العصفور العريس
وعادت تسأل عنه.كتب لها
رسالة عاجلة حدد فيها
موقفه ومستقبله وقصة سفره
إلى الخارج.وصلت هذه الرسالة
إلى العصفورة الصديقة
التي نقلتها بدورها إلى
عصفورة الضياء،وحددة
الأخيرة موعد للتكلم
معه.
جاء الموعد
المنتظر،وتكلم العصفور
مع عصفورة الضياء وتم
الإتفاق من جديد،ففرح
العصفور وعادة له الروح
والإبتسامة.ولكن للأسف
لم تطل فرحته،فها هي شهران
يمران،فإذ بعصفورة الضياء
تبعث له برسالة تقول فيها
بإنّها كانت معجبة بعصفور
آخر قبل أن تتعرف هي عليه،ولك
تخبره بقصة هذا العصفور
لأنّها لم تكن متأكدة
من شعور هذا العصفور تجاهها.بعث
لها العصفور برسالة أخبرها
فيها بأنّه كان متأكد
من ذلك،بحيث أنّ كل ما
كانت تقوم به يدل على ذلك،وإنّه
كان يكمل معها حتى يصل
لهذا اليوم.لذلك لم يتأثر
العصفور بوقعة هذا الخبر،وأكمل
من جديد طريقه منفردا"،ولم
يكره أو يحتقد يوما" عصفورة
الضياء،فالحقد والمره
ليس من طباعه،والصبر
حليفه والحياة أمامه.!!!!!!
من عاش دون
أن يعرف الحب مات
كمن لم يعش يوما"!!!!