أقول له: ماذا جرى
لك!!؟؟ ما الذي ساقك إلى
هذه الحال!!؟؟
فأجاب والكلمات
لا تكاد تخرج من فيه
نظرُ
العيون إلى العيون هو
الذي .... جعل الهلاكَ إلى
الفؤاد سبيلا ما زالت
اللّحَظات تغزو قلبَه
.... حتى تَشَحَّط بينهن قتيلا
فنظرت
له نظرة ملئت أساً وحزناً
.. فقلت له: أما كان من الأولى
بك أن تعاتب طرفك حتى لا
يجرؤ على فعل ذلك بك!!؟؟
فقال:
لقد عاتبته ولكن.. ولكن
بعد فوات الأوان
تَمَتَّعْتما
يا مقلتيّ بنظرةٍ .... وأوردتما
قلبي أمَرَّ الموارد أعينيّ
كُفَّا عن فؤادي فإنه
.... من الظلم سعيُ اثنين في
قتل واحد
فقلت له: وهل
اعتبرت العيون من مقالك
هذا؟؟
فقال والعبرات
تسيل من عينيه: بل أنكرت
العيون وقالت
يقول طَرْفي
لقلبي هِجْت لي سَقَماً
.... والعين تزعمُ أن القلب
أنكاها والجسمُ يشهد
أن العين كاذبةٌ .... وهي التي
هيَّجت للقلب بَلواها لولا
العيونُ وما يَجْنينَ
من سَقَمٍ .... ما كنتُ مُطَّرَحاً
من بعضِ قَتْلاها فقالت
الكبدُ المظلومةُ اتَّئِدا
.... قطعتماني وما راقبتما
اللهَ
فقلت: وهل انتهى
الأمر على ذلك؟ فقال: كلا
بل
عاتبتُ قلبيَ لما
.... رأيتُ جسمي نحيلا فألزم
القلبُ طرفي .... وقال كنتَ
الرسولا فقال طرفي لقلبي
.... بل كنتَ أنتَ الدليلا فقلتُ
كُفّا جميعاً .... تركتماني
قتيلا
فاحترت معه.. وقلت:
وهل رضت العينان والقلب
بما قلته؟
فرد علي بصوت
منخفض ملأه الحزن: بل ظلا
يتشاجران حتى نطقت باقي
أعضائي
يقول قلبي لطَرْفي
أن بكى جزعاً .... تبكي وأنتَ
الذي حَمّلْتَني الوَجَعا فقال
طرفي له فيما يعاتبهُ
.... بل أنت حَمَّلْتَني الآمال
والطَّمَعا حتى إذا ماخلا
كلٌّ بصاحبه .... كلاهما بطويل
السُّقم قد قَنِعا نادتهما
كبدي لاتَبْعدا فلقد
.... قطعتماني بما لاقيتما
قِطَعا
فأحببت أن أنهي
هذا الحوار الحزين بقولي: ما
رأيت على من يقطع اللوم!!؟؟
فأجاب
فوالله
ما أدري أنفسي ألومُها
.... على الحبّ أم عيني المشُومَةَ
أم قلبي فإن لُمْتُ قلبي
قال لي العينُ أبصرَتْ
.... وإن لُمْتُ عيني قالت
الذنبُ للقلبِ فعيني
وقلبي قد تقاسمتما دمي
.... فياربّ كن عوناً على العين
والقلبِ
ثم انصرفت تاركا
إياه وهو يعتصر ألما مما
حال إليه حاله.. وظللت أدعو
في نفسي: يا رب ارحم جميع
العشاق إلى يوم الدين
|